Saturday, May 17, 2008
الخط الفاصل ما بين... بين

الظلام الداكن و الهدوء لايسمع فيه سوى ضربات منتظمة دائمة. هو يتحرك بحرية كما يحلو له دون أي اعتبارات، كالأمير في قصره يأتي كل ما يريد دون أي عناء فإذا تأخر ما يريد ضرب كل شئ أمامه بيديه و قدميه. لكنه الآن يشعر باضطرابات تصيب قصره الصغير، شئ ما يدفعه من الداخل و آخر يجره من الخارج تساءل في صمت مقاوما ذلك: ما الذي يحدث؟! و في لحظة وربما أقل انتقل من قصره الهادئ إلى مكان صاخب و ضوء خافت جدا أزعج عينيه و أصوات تتمتم بأشياء لم يعها من قبل. البكاء، والصراخ يملآن المكان.

_ إنني أسمع صوت صراخي ،أشعر بالبرد، هناك من يمسك بقدمي. كم هذا الشئ كبير لا أستطيع التخلص منه. إني خائف. شئ دافئ ينساب على رأسي ويليه جسمى لكني لا أشعر بالدفء، إنني أحمل، وأوضع على مادة صلبة، وألف بداخل شئ ناعم. إنني أؤخذ الآن و لا أدري إالى متى سيتحكم بي ذلك......

انقطع تساؤله لمجرد سماعه تلك النبضات المنتظمة مرة أخرى. شعر بارتياح لكنه مازال يبكي. و أخيرًا وُضع في أحضان جعلته أقرب ما يكون لتلك النبضات. توقف لحظة عن البكاء و ردد ما بين نفسه أشم رائحة أعرفها. أحس بدفء، أشعر باحتواء وأمان. اقتربت تلك الرائحة و لامست و جهه ثم قبلت يده الصغيرة قائلة: كم أنت جميل. و ضمته إليها و بدأت بإرضاعه.
2004