Wednesday, October 21, 2009

حلمت به فجرًا فى صحة جيدة يشرب الماء. كان دائم المرض منذ ولادته، جسده الصغير لا يشبه من هم فى مثل سنه. هو هادئ الطبع، ذكي لكنه يفضل عدم الاكتراث، مقدام وشجاع، يحب الطعام والماء كثيرًا برغم ان الطعام لايستقر فى معدته المحيرة. كان لابد أن اخذه الى الطبيب وهناك بدأت النهاية. فحين يحتار الطبيب فى حالة مرضية يقوم بعمل التحاليل والأشعة. ولا يعطى دواءً حتى يتأكد تمام التأكد من تشخيص المرض، العكس هو ما حدث تمامًا فأُعطى هذا الجسد الضعيف جرعات زائدة من الدواء حتى انتهى به الأمر هزيلا، عاجزًا عن الحركة وعن تناول الطعام- الذى لا طلما كان هوايته المفضلة- وبعد عذاب استمر اسبوعًا دون توقف الآلام. كانت ليلة مقبضة.. هو لا يحرك ساكنًا لا يستطيع حتى الوقوف على قدميه الرقيقتين، نظرته الصامتة المليئة بالإنهاك والرغبة فى الخلاص تمزق قلبى الآمل فى شفاءه ورجوعه كما كان، فلم اعد ارغب فى الأفضل. حان موعد النوم اخذته ووضعته على سريري كى أراقب حالته المنعدمة، لم ارفع نظري عن بطنه التى تخبرنى بعدم مفارقته للحياة. انتظر الصباح كما لم انتظره من قبل حتى اركض به الى الطبيب لنقوم أخيرًا باللأشعة اللازمة. جاءت امى كى تطمأن عليه، فجأة فتح فمه الصغير قليلاً بسبب ما يحسه من صعوبة فى التنفس بدأت امى فى تنفس صناعى له مرة تلو الأخرى، احاول مساعدتها، كل ما اتمناه هو صمودك يا صغيرى الى الصباح البعيد، ارجوك قاوم ايها المقاتل القوى اعلم انك تحملت ما يفوق طاقتك فلم يبقى سوى بضع ساعات طوال. اقفل فمه وتوقفت بطنه عن الحراك، فارقت روحه البريئة الخالية من اى ذنب حياتنا المقفرة عديمة الفائدة. روحك انطلقت الى خالقك الرحيم. حان الآن وضع جسدك المعلول من الدواء داخل قبرك الذى حفرته بيدى، بجانب شجرة فى حديقتا. الى اللقاء لميعاد ليس ببعيد يا قطى الصغير.