Wednesday, August 15, 2007

يحكى أن هناك فتاة أحبت البحر، بل عشقته. كان لها كل شئ، حين تشعر بحزن تنطلق إليه كى تزيد دمعاتها ملوحتَة، وعند فرحها تطير فترسو على شاطئه كى تملأ رائحته أنفاسها، مؤكدةً لها سعادتها. تحبه لكن من بعيد، حين تلامس موجاته الهادئة الناعمة قدميها بحنان، وحين تصبح عالية صاخبة مندفعة نحوها بقوة، محاولة جذبها داخله. هى تخاف الغوص فيه ويغريها الغوص فيه، الاقتراب أكثر من اللازم قد يغرقها. هى تثق فيه كثيرًا، تعلم أنه لن يؤذيها. تركت رغبتها تعلو خوفها وإن ماتت، فالموت بين احضانه غاية أمانيها، استسلمت إلى موجاته كى يأخذها داخله. لا شواطئ، لا مراسي، لا سفن، لا أحد، هى وهو فقط . موجاته الناعمة تصبح صاخبة محاولة إغرقها حينًا، ثم إخرجها. يداعبها، يحبس أنفاسها كى تغوص وتغوص، لترى ما يدور في أعماقه ثم يخرجها سريعًا، خوفًا عليها أن ترى الجزء المظلم داخله. هى في نشوة، تفهمه، تداعبه، تهرب منه إليه. هو يشعر بقلبها الحزين، البرئ، السعيد، الخائف . لا يريد إيذائها، يعلم أنها لا تقوى على المكوث الأبدي، هى ليست عرو س بحر، فليكن قراره بإعادتها مرة أخرى على شاطئه كى تراقبه من بعيد.